ويستَن هيو أودن (1907 - 1973) شاعر أنجلو أميركي، من أهم شعراء القرن العشرين. تأثر في بداياته بشعر تي. إس إليوت وعزرا باوند وفلسفة ماركس وفرويد. عاش متنقلاً بين أكسفورد ونيويورك وفيينا، وقضى فترة من حياته في أسبانيا إبان الحرب الأهلية.
نال جائزة بوليتزر عن كتابه "عصر القلق". وتميز شعره بتنوع ثيماته وغرابة أسلوبه إلى حدّ جعل الناقد روبرت بلوم يقول عنه إنه مثل رسائل التلغراف " ليس عنده وقت أو صبر إلاّ لأكثر الكلمات أهميّة".
أغاني اللاجئين الحزينة
لِنَقُلْ إنّ المدينة فيها عشرة ملايين نسمة،
بعضهم يعيش في قصور، وبعضهم يعيش
في حفر:
ومع ذلك لا مكان لنا، يا عزيزي، لا
مكان لنا.
كان لنا ذات مرّة بلد وكنّا نظنّ أنّه جميل
انظرْ إلى أطلس الخرائط وستجده هناك:
لا نستطيع أن نذهب هناك، يا عزيزي، لا نستطيع
أن نذهب هناك.
في مقبرة كنيسة القرية تنمو شجرة طقسوس قديمة،
تزهر من جديد كل ربيع؛
لا تستطيع الجوازات القديمة أن تفعل ذلك، يا عزيزي، لا تستطيع
الجوازات القديمة أن تفعل ذلك.
خبَط القنصلُ بيده على الطاولة وقال:
"إذا لم يكن عندك جواز سفر فأنت رسميّاً في عداد الموتى"؛
لكننا ما زلنا أحياء، يا عزيزي، ما زلنا
أحياء.
ذهبتُ إلى لجْنة؛ قدّموا لي كرسيًّا؛
طلبوا مني بأدَبٍ أنْ أعود السنة القادمة:
ولكن أين يجب أن نذهب اليوم، يا عزيزي، أين
يجب أن نذهب اليوم؟
حضرتُ اجتماعاً عامّاً؛ وقف المتحدّث وقال:
"إذا سمحنا لهم بالمجيء، فسيسرقون خبز
يومنا"؛
كان يتحدّث عنك وعنّي، يا عزيزي، كان
يتحدّث عنك وعنّي.
ظننتُ أنّي سمعت الرعد يُزمْجر
في السماء؛
كان هتلر فوق أوروبا، يقول:"يجب
أن يموتوا"؛
لقد وَضَعَنا نصب عينيه، يا عزيزي، لقد وضعنا نصب عينيه.
رأيتُ كلبا يلبس سترة مثبتة
بدبوس،
رأيت باباً يُفتَح وقطًّا يَدخل:
لكنهم ما كانوا يهوداً ألمانيين، يا عزيزي،
لكنهم ما كانوا يهوداً ألمانيين.
نزلتُ إلى الميناء ووقفتُ على
الرصيف،
رأيتُ الأسماك تسبح كما لو كانت حرّة:
على بُعْد عشر خطوات فقط، يا عزيزي،
على بُعْد عشر خطوات فقط.
مشيتُ في الغابة، رأيتُ العصافير
على الأشجار؛
لم يكن يَسوسها أحدٌ وقدْ غنّت
كما يحلو لها:
لم تكن من جِنس بني آدم، يا عزيزي،
لم تكن من جِنس بني آدم.
حلمتُ أنّي رأيت بناية ذات ألف طابق،
ألف شباك وألف باب؛
ولم يكن أيّ منها لنا، يا عزيزي، لم
يكن أيّ منها لنا.
وقفتُ على سهل كبير تحت الثلج المتساقط؛
عشرة آلاف جندي يمشون ذهاباً وإياباً:
بحثاً عنك وعنّي، يا عزيزي، بحثاً
عنك وعنّي.
[ترجمة: ميلاد فايزة]